صاحبة الجلاله مديرة ومؤسسة المنتدي
المشاركات : 2549 تاريخ التسجيل : 15/11/2009
| موضوع: في الأرض وجبالها وترابها 4/5/2010, 10:47 am | |
| في الأرض وجبالها وترابها أما الأرض : فتدل على الدنيا لمن ملكها ، على قدر اتساعها وكبرها وضيقها وصغرها ، وربما دلت الأرض على الدنيا ، والسماء على الآخرة ، لأن الدنيا أدنيت ، والآخرة أخرت ، سيما أن الجنة في السماء ، وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها ، وعلى أهلها وساكنها. وتدل على السفر ، إذا كانت طريقا مسلوكا كالصحاري والبراري ، وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ، ويرى أولها وآخرها . وتدل على الأمة والزوجة ، لأنها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى ، فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها . وربما كانت الأرض أما لأنا خلقنا منها . فمن ملك أرضا مجهولة ، استغنى إن كان فقيرا ، وتزوج إن كان عازبا ، وولي إن كان عاملا وإن نباع أرضا أو خرج منها إلى غيرها ، مات إن كان مريضا سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة ، وافتقر إن كان موسرا ، سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلأ ، أو خرج من مذهب إلى مذهب ، إن كان نظارا . فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة ، انتقل من بدعة إلى سنة ، وإن كان على خلاف ذلك ، فالأمر ضده ، وإن رأى ذلك مؤمل السفر ، فهو ما يلقاه في سفره ، فإن رأى كأن الأرض انشقت فخرج منها شاب ، ظهرت بين أهلها عداوة ، فإن خرج منها شيخ ، سعد جدهم ونالوا خصبا ، وإن رآها انشقت ولم يخرج منها شيء ولم يدخل فيها شيء ، حدث في الأرض حادثة شر ، فإن خرج منها سبع ، دل على ظهور سلطان ظالم ، فإن خرج منها حية ، فهي عذاب باق من تلك الناحية . وإن انشقت الأرض بالنبات ، نال أهلها خصبا ، فإن رأى أنه يحفر الأرض ويأكل منها ، نال مالا بمكر ، لأن الحفر مكر ، فإن رأى أرضا تفطرت بالنبات وفي ظنه أنه ملكه وفرح بذلك ، دل على أنه ينال ما يشتهي ويموت سريعا، لقوله تعالى ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ) ــ الأنعام :44 ومن تولى طي الأرض بيده ، نال ملكا ، قيل : إن طي الأرض أصاب ميراثا. وضيق الأرض ضيق المعيشة . ومن كلمته الأرض بالخير . نال خيرا في الدين والدنيا ، وكلامها المشتبه المجهول المعنى ، مال من شبهة والخسف بالأرض : زوال النعم وانقلاب الأحوال ،والغيبة في الأرض من غير حفر ، طول غربة في طلب الدنيا ، أو موت في طلب الدنيا . فإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ ، فإنه يمكر به في أمر بقدر ذلك . ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ ، فليتق الله فإنه مال حرام . ومن رأى أنه قائم في مكان فخسف به ، فإن كان واليا فإنه تنقلب عليه الدنيا ، ويصير الصديق عدوه وسروره غما ، لقوله تعالى ( فخسفنا به وبداره الأرض ) ــ القصص : 81 .
فإن رأى محلة أو أرضا طويت على الناس ، فإنه يقع هناك موت ، أو قال وقيل يهلك فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم ، أو ينالهم ضيق وقحط ، أو شدة . فإن كان ما طوي له وحده ، فهو ضيق معيشته وأموره . فإن رأى أنها بسطت له أو نشرت له ، فهو طول حياته وخير يصيبه المفازة : اسمها مستحب ، وهو فوز من شدة إلى رخاء ، ومن ضيق إلى سعة ، ومن ذنب إلى توبة ، ومن خسران إلى ربح ، ومن مرض إلى صحة ، ومن رأى أنه في بر ، فإنه ينال فسحة وكرامة وفرحا وسرورا ، بقدر سعة البر والصحراء وخضرتها وزرعها والأرض القفر فقر ، والوادي بلا زرع حج ، لقوله تعالى ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ) ـ إبراهيم : 37 . ومن رأى أنه يهيم في واد ، فإنه يقول ما لا يفعل ، لقوله تعالى عن الشعراء ( ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) ــ الشعراء : 255 ــ 226 الجبل : ملك أو سلطان قاسي القلب ، قاهر ، أو رجل ضخم على قدر الجبل وعظمه ، وطوله وقصوره ، وعلوه ، ويدل على العالم والناسك ،ويدل على المراتب العالية والأماكن الشريفة والمراكب الحسنة ، والله تعالى خلق الجبال أوتادا للأرض حين اضطربت ، فهي كالعلماء والملوك ، لأنهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية ، وربما دل على الغايات والمطالب ، لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه ، فمن رأى نفسه فوق جبل ، أو مسندا إليه أو جالسا في ظله ، تقرب من رجل رئيس ، واشتهر به واحتمى به ، إما سلطان أو فقيه عالم عابد ناسك ، فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة ،أو كان يرمي عن قوس بيده ،فإنه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته ، وتنفذ كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت سهامه . وإن كان من رأى نفسه عليه خائفا في اليقظة أمن ، وإن كان في سفينة ، نالته في بحره شدة وعقبة يرشي من أجلها ، وكان صعوده فوقه عصمة ، لقوله تعالى ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) ــ هود : 43
قال ابن سيرين : الجبل حينئذ عصمة ، إلا أن يرى فلي المنام كأنه فر من سفينة إلى جبل ، فإنه يعطب ويهلك ، لقصة ابن نوح ، كما في قوله تعالى ( قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) ــ هود : 43 وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر ، على مفارقة رأي الجماعة والانفراد بالهوى والبدعة ، فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها ، أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض ، أو رئيس في العلم ، أو إمام عادل . وأما صعود الجبال ،فإنه مطلب وأمر يرومه ، فيسأل عما قد هم به في اليقظة ، أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم ، أو الوقوف إليها في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك . فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال أو بدرج أو طريق آمن ، سهل عليه كل ما أهله ، وخف عليه كل ما حوله . وإن نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب ، ناله خوف ، وإن كان أمره غررا كله . فإن خلص إلى أعلاه ، نجا من بعد ذلك . وإن هب من نومه دون الوصول ، أو سقط في المنام ، هلك ، نجا من بعد ذلك. وإن هب منم نومه دون الوصول ،أو سقط في المنام ، هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده ، أو فسد دينه في عمله ، وعندها ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة والحزن ، على قدر ما انكسر من أعضائه وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف وأعالي الحيطان والنخل والشجر ، فإنه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في التأويل عليه ، من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل أو حال من الأحوال ،يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه يفي يقظته ، مما يرجوه ويخافه ويقدمه ويؤخره في فراقه له ، ومداومته إياه ، فإن شكلت اليقظة لكثرة ما فيها من المطالب والأحوال ، أو لتغيرها من الآمال ، حكم له بمفارقة من سقط عنه في المنام على قدر دليله في التأويل
. ويستدل على التفرقة بين أمريه على قدر دليله ، وأن علمه باستكماله من الشيء الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه ، وربما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض أو بحر ، ربما عاد عليه فيء جسمه في حين سقوطه ، ويدل على السقوط إلى الوحش والغربان والحيات وأجناس الفأر ، أو القاذورات والحمأة ، وقد يدل على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع ، إذا كان فراره من مثل ذلك ، أو كان سقوطه في مسجد أو روضة أو إلى نبي أو روضة ، أو إلى نبي أو أخذ مصحف ، أو إلى صلاة جماعة وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراق ، فإنه دال على هلاك من دل الجبل عليه ، أو دماره أو قتله ، إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق ، فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحية الملك . لأن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفا من الله لهم ، وتهديدا على العصيان ، لقوله تعالى (وإذ نتقنا فوقهم الجبل كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ) ــ الأعراف : 171 وأما تسيير الجبال ، فدليل على قيام قائمة ، إما حرب تتحرك فيه الملوك بعضها على بعض ، أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة ، يهلك فيها العامة . وقد يدل ذلك على موت وطاعون ، لأنها من علامات القيامة ،
وأما رجوع الجبل زبدا أو مادا أو ترابا ، فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في حياته ولا في دينه ، فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد زلته ، وآمن بعد كفره ، واتقى الله من بعد طغيانه ، عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه ، لأن الله تعالى خلق الجبال فيما زعموا من زبد الماء ، والزبد باطل كما عبر به تعالى في كتابه والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة ، فإنه ملك صاحب دين ، وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنه ملك كافر طاغ ، لأنه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط ، والساقط الذي صار صخورا فهو ميت ، لأنه لا يذكر الله ولا يسبحه ، ومن ارتقى على جبل وشرب من مائه وكان أهلا للولاية ، نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع ، وما لا يقدر ما شرب . وإن كان تاجرا ارتفع أمره وربح ، وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة للولاية من غير تعب . والعقبة عقوبة وشدة ، فإن هبط منه نجا ، وإن صعد عقبة فإنه ارتفاع وسلطنة مع تعب والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان . وكل صعود رفعة ، وكل هبوط ضعة ، وكل طلوع يدل على هم ، فنزوله فرج ، وكل صعود يدل على ولاية ، فنزوله عزل . وإن رأى أنه حمل جبلا فثقل عليه ، فإنه يحمل مؤونة رجل ضخم أو تاجر يثقل عليه ، فإن خف ، خف عليه فإن رأى أنه دخل في كهف جل ، فإنه ينال رشدا في دينه وأموره ، ويتولى أمور السلطان ، ويتمكن . فإن دخل كهف جبل في غار ، فإنه يمكر بملك أو رجل منيع ، فإن استقبله جبل ، استقبله هو أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة صعبة قاسية ، فإن رأى أنه صعد الجبل ، فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما أنه صعد ، حتى يستوي فوقه وكل صعود يراه الإنسان ، أو عقبة أو تل أو سطح أو غير ذلك ، فإنه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها ، والصعود مستويا مشقة ولا خير فيه . فإن رأى أنه هبط من تال أو قصر أو جبل ، فإن الأمر الذي يطلبه ينتقص ولا يتم ،
ومن رأى أنه يهدم جبلا فإنه يهلك رجلا ، ومن رأى أنه يهتم بصعود جبل أو بنزوله ، كان ذلك الجبل حينئذ غاية يسمو إليها ، فإن هو علاه نال أمله ، فإن سقط عنه يغترب حاله والصعود المحمود على الجبل ، أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل . وكل الارتفاع محمود ، إلا أن يكون مستويا ، لقوله تعالى ( سأرهقه صعودا ) ــ المدثر : 17 فإن رأى أنه يأكل الحجر ، فإنه ييئس من رجاء يرجوه . فإن أكله مع الخبز ، فإنه يداري ويحتمل بسبب معيشته صعوبة . فإن رأى أنه يحذف الناس بالحجر ، فإنه يلوط ، لأن الحذف من أفعال قوم لوط التراب : يدل على الناس ، الأرض ، وبه قوام معاش الخلق ، والعرب تقول : أترب الرجل ، إذا استغنى . وربما دل على الفقر والميتة والقبر ، لأنه فراش الموتى . والعرب تقول : ترب الرجل ، إذا افتقر . وقال تعالى ( أو مسكينا ذا متربة ) ــ البلد : 16 .فمن حفر أرضا واستخرج ترابها ، فإن كان مريضا أو عنده مريض ، فإن ذلك قبره ، وإن كان مسافرا ، كان حفره سفره ، وترابه كسبه وماله وفائدته ، لأن الضرب في الأرض سفر ، لقوله تعالى ( وآخرون يضربون في الأرض ) ــ المزمل : 20
وإن كان طالبا للنكاح ، كانت الأرض زوجة ، والحفر افتضاضا ، والمعول الذكر ، والتراب مال المرأة أو دم عذريتها وإن كان صيادا ، فحفره ختله للصيد ، وترابه كسبه وما يستفيده ، وإلا كان حفره مطلوبا يطلبه في سعيه ومكسبه مكرا أو حيلة وأصل الحفر ما يحفر للسباع من الزبى لتسقط فيها ، فلزم الحفر المكر من أجل ذلك وأما من عفر يديه من التراب ، أو ثوبه من الغبار ، أو تمعك في الأرض ، فإن كان غنيا ذهب ماله ونالته ذله وحاجة ، وإن كان عليه دين أو عنده وديعة ، رد ذلك إلى أهله وزال جميعه من يده ، واحتاج من بعده ، وإن كان مريضا ، نقصت يده من مكاسب الدنيا ، وتعرى من ماله والحق بالتراب وضرب الأرض بالتراب ، دال على المضاربة بالمكاسبة ، وضربها بسير أ و عصا ، يدل على سفر بخير ، وقال بعضهم : المشي في التراب ، التماس مال ، فإن جمعه أو أكله ، فإنه يجمع مالا ويجري على يديه مال ، وإن كانت الأرض لغيره ، فالمال لغيره ، فإن حمل شيئا من التراب ، أصاب منفعة بقدر ما حمل ، فإن كنس بيته وجمع منه ترابا ، فإنه يحتال حتى يأخذ من امرأته مالا ، فإن جمعه من حانوته جمع مالا من معيشة ومن رأى أنه يستف التراب ، فهو مال يصيبه ، لأن التراب مال ودراهم ، فإن رأى أنه كنس تراب سقف بيته وأخرجه ، فهو ذهاب مال امرأته ، فإن أمطرت السماء ترابا ، فهو صالح ما لم يكن غالبا . ومن انهدمت داره وأصابه من ترابها وغبارها ، أصاب مالا من ميراث ، فإن وضع ترابا على رأسه ، أصاب مالا من تشنيع ووهن . ومن رأى كأن إنسانا يحثي التراب في عينه ، فإن الحاثي ينفق مالا على المحثي ليلبس عليه أمر أو ينال منه مقصده فإن رأى كأن السماء أمطرت ترابا كثيرا ، فهو عذاب ، ومن كنس دكانه وأخرج التراب ومعه قماش ، فإنه يتحول من مكان إلى آخر
الرمل : أيضا يجري مجرى التراب ، في دلالة الموت والحياة والغنى والمسكنة ، لأنه من الأرض ، والعرب تقول أرمل الرجل ، إذا افتقر . ومنه أيضا المرملات ، وهن اللواتي قد مات أزواجهن ، وربما دل السعي فيه على القيود والعقلة والحصار والشغب والنصب ، وكل ما سعى فيه من الهم والحزن والخصومة والتظلم ، لأن الماشي فيه يحصل ولا يركض ، راجلا يمشي فيه ، أو راكبا ، على قدر كثرته وقلته ، ونزول القدم فيه ، يكون دلالته في الشدة والخفة ، ومن رأى أن يده في الرمل ، فإنه يتلبس بأمرهن أمور الدنيا . فإن رأى أنه استف الرمل أجمعه أو حمله ، فإنه يجمع مالا ويصيب خيرا . ومن مشى في الرمل ، فإنه يعالج شغلا شاغلا على قدر كثرته وقلته التل والرابية : إذا كانت الأرض دالة على الناس ، إذ منها خلقوا . فكل نشز منها وتل ورابية وكدية وشرف ، يدل على كل من ارتفع ذكره على العامة ، بنسب أو علم أو مال أو سلطان . وقد تدل على الأماكن الشريفة والمراتب العالية والمراكب الحسنة . فمن رأى نفسه فوق شيء منها ، فإن كان مريضا كان ذلك نعشه ، سيما إن رأى الناس تحته . وإن لم يكن مريضا وكان طالبا للنكاح تزوج امرأة شريفة عالية الذكر ، لها من سعة الدنيا بقدر ما حوت الرابية من سعة الأرض ، وكثرة التراب والرمل
. وإن رأى أنه يخطب الناس فوق ذلك أو يؤذن ، فإن كان أهلا للملك ناله ، أو القضاء أو الفتيا أو الأذان أو الخطبة أو الشهرة والسمعة ، لأنها مقام أشراف العرب ، ومن رأى أرضا مستوية فيها رابية أو تل ، فإنه رجل له من سعة الدنيا بقدر ما حوله من الأرض المستوية.فإن رأى حوله خضرة ، فإن دينه أو حسن معاملته ، فمن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه ، فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت ، فإن رأى أنه جالس في ظل التل ، فإنه يعيش في كنف الرجل . فإن رأى أنه سائر على التلال ، فإنه ينجو ، ومن رأى كأنه ينزل من مكان مرتفع ، فإنه ينال هم وغم .والسير في الوهدة عسر يرجو صاحبه اليسر في عاقبته المدينة : تدل على أهلها وساكنيها ، وتدل على الاجتماع والسواد الأعظم والأمان والتحصين ، لآن موسى ، عليه السلام ، حين دخل إلى مدين قال له شعيب ، عليه السلام، : لا تخف نجوت ، وربما دلت القرية على الدنيا ، والمدينة على الآخرة ، لأن نعيمها أجل ، وأهلها أنعم، ومساكنها أكبر . وربما دلت المدينة على الدنيا ،والقرية على الجبالة ، وذلك أنها بارزة منعزلة عنها مع غفلة أهلها . وربما دلت المدينة المعروفة على دار الدنيا ، والمجهولة على الآخرة . وربما دلت المدينة المجهولة الجميلة على الجنة ، والقرية السوداء المكروهة على النار ، لنعيم أهل المدن ، وشقاء أهل القرى فمن انتقل في منامه من قرية مجهولة إلى مدينة كذلك ، فانظر في حاله ، فإن كان كافرا أسلم ، وإن كان مذنبا تاب ، وإن كان صالحا فقيرا حقيرا ، فإنه يستغني ويعز ، وإن كان مع صلاحه خائفا أمن ، وإن كان صاحب سرية تزوج ، وإن كان مع صلاحه عليلا مات ، وإن كان ذلك لميت تنقلت حاله وابتدلت داره ، فإنما هناك داران إحداهما أحسن من الأخرى ، فيمن انتقل من الدار الجيدة إلى الحسنة الجميلة نجا من النار ، ودخل الجنة إن شاء الله وأما من خرج من مدينة إلى قرية مجهولتين ، فعلى عكس الأول ، وإن كانتا معروفتين اعتبرت أسماؤها وجواهرهما ، فتحكم للمنتقل بمعاني ذلك ، كالخارج من باغاية إلى مدينة مصر، فإنه يخلص من بغي ويبلغ سؤله ويأمن خوفه ،لقوله تعالى ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ــ يوسف : 99
. فإن كان خروجه من سر من رأى إلى خرا سان ، انتقل من سرور إلى سوء قد آن وقته . وكذلك الخارج من المهدية والداخل إلى سوسة ، خارج عن هدى وحق إلى سوء وفساد ، على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة وأما أبواب المدينة المعروفة ، فولاتها أو حكامها ومن يحرسها ويحفظها . وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها ، وكل درب دال على من يجاوره ، ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم ، ويرد عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه ، أو بعمله وماله . وقال بعضهم : المدينة رجل عالم ، إذا رأيتها من بعيد ، وقيل المدينة دين ،والخروج من المدينة خوف ، لقوله تعالى ( فخرج منها خائفا يترقب ) ــ القصص : 21 . ، ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس ، يدعونه إلى حق ، قال الله تعالى ( ادخلوا في السلم كافة ) ـ البقرة : 208 . وهو المدينة ، فإن رأى أن مدينة عتيقة قد خربت قديما وانهدمت دورها ، فجاء هناك عالم أو إمام ، يحدث هناك ورعا ونسكا . ومن رأى أنه دخل بلدا فرأى مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار ، فإنه كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا . ولم يبق منهم ولا من ذريتهم أحد ، فإن رأى أنه يعمر ، فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد يظهر فيه سيرة أولئك العلماء ، ومن رأى مدينة أو بلدا خاليين من السلطان ، فإنه سعر الطعام يغلو هناك ، فإن رأى مدينة أو بلدا مخصبة حسنة الزرع ، فذلك خير حال أهلها ، وقال بعضهم : إذا كانت المدن هادئة ساكنة ، فإنها في الخصب دليل على الجدب ، وفي الجدب دليل على الخصب. والأفضل أن يرى الإنسان المدن العامرة الكثيرة الخصب ، فإنها تدل على رفعة وخصب ، وإن رأى الجدبة القليلة الأهل ، دلت على قلة الخير وبلدة الإنسان تدل على الآباء ،
مثال ذلك : أن رجلا رأى كأن مدينته وقعت من الزلزال ، فحكم على والده بالقتل . وحكي أن وكيعا كان مع قتيبة لما سار من الري إلى خرا سان ، فرأى وكيع في منامه كأنه هدم شريف مدينته ونسفها ، فسأل المعبر فقال : أشراف يسقطون من جاههم على يدك ويوسمون ، فكان كذلك . القرية المعروفة تدل على نفسها وعلى أهلها وعلى ما يجيء منها ويعرف بها ، لأن المكان يدل على أـهله كما قال تعالى ( واسأل القرية ) ــ يوسف : 82 . يعني أهلها . وربما دلت القرية على دار الظلم والبدع والفساد والخروج عن الجماعة ، والشذوذ عن جماعة رأي أهل المدينة ، ولذا وسم الله تعالى دور الظالمين في كتابه بالقرى . وقد تدل على بيت النمل ، ويدل بيت النمل على القرية ، لأن العرب تسميها قرية . فمن هدم قرية أو أفسدها ، أو رآها خربت وذهب من فيها ، أو ذهب سيل بها أو احترقت بالنار ، فإن كانت معروفة جار عليها سلطان ، وقد يدل ذلك على الجراد والبرذ والجوانح والربا . وردم كوة النمل في سقف البيت ، وكذلك في المقلوب من صنع ذلك بكوة النمل أو الحيات ، عدا على أهل القرية بالظلم والعدوان ، وعلى كنيسة أو دار مشهورة بالفسوق ، ومن رأى أنه دخل قرية حصينة ، فإنه يقتل أو يقاتل لقوله تعالى ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة ) ، الحشر : 14 . وقيل : من رأى أنه يجتاز من بلد إلى قرية ، فإنه يختر أمرا وضيعا على أمر رفيع ، أو قد عمل عملا محمودا يظن أنه غير محمود ، أو قد عمل خيرا يظن أنه شر ، فيرجع عنه ، وليس بجازم ، فإنه رأى أنه دخل قرية ، فإنه يلي سلطانا ، فإن خرج من قرية ، فإنه ينجو من شدة ويستريح ، لقوله تعالى ( أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ) ــ النساء : 75 .
فإن رأى كأن قرية عامرة خربت والمزارع تعطلت ، فإنه ضلالة أو مصيبة لأربابها . وإن رآها عامرة ، فهو صلاح دين أربابها الصخور : الميتة المقطوعة الملقاة على الأرض ، ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة ، وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة ، وقد شبه الله تعالى بها قلوب الكفار ، والحكماء تشبه الجاهل بالحجر ، وربما أخذت الشدة من طبعها ، والحجر والمنع من اسمها ، فمن رأى كأنه ملك حجرا أو اشترى له أو قام عليه ، ظفر برجل على نعته ، أو تزوج على شبهة على قدر ما عنده من اليقظة . ومن تحول فصار حجرا ، قسا قلبه وعصى ربه وفسد دينه ، وإن كان مريضا ، ذهبت حياته وتعجلت وفاته ، وإلا أصابه فالج تتعطل منه حركاته وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على ا لعالم أو في الجوامع ، فإنه رجل قاس وال أو عشار ، يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان ، إلا أن يكونوا يتوقعون قتالا ، فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذ لك المكان ، فكيف إن تكسر الحجر وطار فلق تكسيره إلى الدور والبيوت ، فإنه دلالة على افتراق الأنصبة في تلك الوقعة وتلك البلية ، فكل من دخلت داره منها فلقة ، نزل بها منها مصيبة ، وإن كان الناس في جدب يتقون دوامه ويخافون عاقبته ، كان الحجر شدة تنزل بالمكان ، على قدر عظم الحجر وشدته وحاله فكيف إن كان سقوطه من الأنادر أو في رحاب الطعام . وإن كانت حجارة عظيمة قد يرمي بها الخلق من السماء ، فعذاب ينزل من السماء بالمكان ، لأن الله سبحانه وتعالى قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها ، لقوله تعالى ( وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة منن سجيل ) ــ الفيل 3 ـ 4. فإما وباء أو جراد أو برد أو بريح أو مغرم أو غارة ونهبة ، وأمثال ذلك ، على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة.
[b]الحصى : تدل على الرجال والنساء ، وعلى الصغار من النساء ، وعلى الدراهم ابيض المعدودة ، لأنها من الأرض وعلى الحفظ والإحصاء ، لما ألم به طالبه من علم ، أو شعر ، وعلى الحج ورمي الجمار ، وعلى القساوة والشدة ،وعلى السباب والقذف . فمن رأى طائرا نزل من السماء إلى الأرض ، فالتقط حصاة وطار بها ، فإن كان ذلك في مسجد ، هلك منه رجل صالح أو صلحاء الناس ، فإن كان صاحب الرؤيا مريضا ، وكان من أهل الخير أو ممن يصلي أيضا فيه ، ولم يشركه في المرض أحد ممن يصلي أيضا فيه ، فصحاب الرؤيا ميت ، وإن كان التقاطه للحصاة من كنيسة ، كان الاعتبار في فساد المريض ، كالذي قدمناه ، وإن التقطها من دار أو من مكان مجهول ، فمريض صاحب الرؤيا من ولد أو غير هلك ، فأما من التقط عددا من الحصى وصيرها في ثوبه أو ابتلعها في جوفه ، فإن كان التقاطه إياها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر ، أحصى من العلم والقرآن ، وانتفع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصاة . وإن كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر ، فهي فوائد في الدنيا ، ودراهم تتألف له عن سبب الثمار أو النبات أو من التجارة والسمسرة ، أو من السؤال والصدقة لكل إنسان على قدر همته وعادته في يقظته . وإن كان التقاطه من طف البحر ، فعطايا من السلطان إن كان يخدمه ، أو فوائد من البحر إن كان يتجر فيه ، أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك طلبه ، أو هبة وصلة من زوجة غنية إن كانت له . أو ولد أو نحوه وأما من رمي بها في ا لبحر ، ذهب ماله فيه . وإن رمى بها في بئر ، أخرج مالا في نكاح أو شراء خادم وإن رمى بها في ممطر أو ظرف من ظروف الطعام ، أو في مخزن من مخازن البحر ، اشترى بما معه أو بمقدار ما رمى به تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رمى ما كان معه فيه
. والعامة تقول : رمى فلان ما كان معه من دراهم في حنطة أو زيت أو غيرهما . وإن رمى بها حيوانا ، كالأسد والقرد والجراد والغراب وأشباهها . كان ذلك في أيام الحج ، بشرته بالحج ورمى الجمار في مستقبل أمره ، لأن أصل رمى الجمار ، أن جبريل عليه السلام ، أمر آدم عليه السلام أن يقذف الشيطان بها حتى عرض له ، فصارت سنة لولده . وإن لم يكن ذلك في أيام الحج ، كانت الحصاة دعاءه على عدو أو فاسق ، أو سبه وشتمه ، أو شهادات يشهد بها عليه . وإن رمى بها خلاف هذه الأجناس كالحمام والمسلمين من الناس ، كان الرجل سبابا مغتابا متكلما في الصلحاء والمحصنات من النساء الدور : وأما الدور ، فهي دالة على أربابها ، فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر ، عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها . والحيطان رجال ، والسقوف نساء ، لأن الرجال قوامون على النساء ، لكونها من فوقها ، ودفعها للأسواء عنها ، فهي كالقوام ، فما تأكدت دلالته رجع إليه وعمل عليه . وتدل دار الرجل على جسمه وتقسيمه وذاته ، لأنه يعرف بها وتعرف به ، فهي مجده وذكره واسمه وسترة أهله ، وربما دلت على ماله الذي به قوامه ، وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه ، فإذا كانت جسمه ، كان بابها وجهه ، وإن كانت زوجته ، كان بابها فرجه ، وإذا كانت دنياه وماله ، كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته ، وإذا كانت ثوبه ، كان بابها طوقه وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار ، وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق ، والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل ، وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنهار ، ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق ، فالذي فيه الغلق هو الذكر ، والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته ، لأن القفل الداخل في العروة ذكر ، ومجموع الشكل إذا انفلق كالزوجين ، وربما دلا على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى ، وعلى الأخوين والشريكين في ملك الدار وأما أسكفة الباب ودوارته وكل ما يدخل فيه منه لسان ، فذاك على الزوجة والخادم ، وأما قوائمه ، فربما دلت على الأولاد الذكران أو العبيد والأخوة والأعوان . وأما قوائمه وحلقة الباب ، فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه ، فلمن رأى شيئا من ذلك نقصا أو حدوثا أو زيادة أو جدة ، عاذ دلك على المضاف إليه زيادة الأدلة وشواهد اليقظة
وأما الدار المجهولة سوى المعروفة ، فهي دار الآخرة ، لأن الله تعالى سماها دارا فقال (تلك الدار الآخرة ) ــ القصص : 83 . وكذلك إن كانت معروفة لها اسم تدل على الآخرة ، كدار عقبة أو دار السلام ، فمن رأى نفسه فيها وكان مريضا ، أفضى إليها سالما معافى من فتن الدنيا وشرها،وإن كان غير مريض ، فهي له بشارة ، على قدر عمله ، من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة ، يستدل على ما أوصله إليها ، وعلى الذي من أجله بشر به زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة ، فإن رأى معه في المنام كتبا يتعلمها فيها ، فعلمه أداه إليها . وإن كان فيها مصليا ، فبصلاته نالها ، وإن كان معه فرسه وسيفه ، فبجهاده بلغها ، ثم على المعنى ، وأما اليقظة ، فلينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته ،إن كانت كثيرة ففيها كانت البشارة في المنام وأما من بنى دارا غير داره في مكان معروف أو مجهول ، فانظر إلى حاله ، فإن كان مريضا أو عنده مريض ، فذلك قبره ، وإن لم يكن شيء من ذلك ، فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف ، فإن بناها باللبن والطين ، كانت حلالا ، وإن كانت بالآجر والجص والكلس ، كانت حراما من أجل النار التي توقد على عمله . وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضا، فإن كانت من اللبن فهو عمل صالح يعمله للآخرة ، أو قد عمله . وإن كانت بالآجر ، فهي أعمال مكروهة يندم في الآخرة عليها ، إلا أن يعود إلى هدمها في المنام ، فإنه يتوب منها ، وأما الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور، ولا سيما رأى فيها موتى يعرفهم ، فهي دار الآخرة ، فمن رأى أنه دخلها ، فإنه يموت إن لم يخرج منها ، فإن دخلها وخرج منها ، فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ،
ومن رأى أنه دخل دارا جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف ، فإن كان فقيرا استغنى ، وإن كان غنيا ازداد غنى ، وإن كان مهموما فرج عنه ، وإن كان عاصيا تاب ، على قدر حسنها وسعتها ، إن كان لا يعرف لها صاحبا ، فإن كان لها صاحب ، فهي لصاحبها ، وإن كانت مطينة ، كان ذلك حلالا ، وإن كانت مجصصة كان ذلك حراما وسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه ، وضيقها ضيق دنياه وبخله ، وجدتها تجديد عمله ، وتطيينها دينه ، وأما إحكامها تدبيره ، ومرمتها سروره ، والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته . ومن خرج من داره غضبان ، فإنه يحبس ، لقوله تعالى ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا)ــ الأنبياء 87 . فإن رأى أنه دخل دار جاره ، فإنه يدخل في سره ، وإن كان فاسقا فإنه يخونه في امرأته ومعيشته وبناء الدار للعازب امرأة مرتفعة يتزوجها ، ومن رأى دارا من بعيد نال دنيا بعيدة ، فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور ، فإنه دينا يصيبها حلالا. ومن رأى خروجه من الأبنية مقهورا أو متحولا ، فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه حكي أن رجلا من أهل اليمن أتى معبرا فقال : رأيت كأني في دار لي عتيقة فانهد مت على . فقال : تجد ميراثا ، فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورثة ستة آلاف درهم ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير ، وقد سقط منه عريان فقص رؤياه على معبر فقال : تتزوج امرأة من دار الملك جميلة ولكنها تموت عاجلا فكان كذلك وبيوت الدار نساء صاحبها ، والطرز والرقاق رجال ، والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة ، وخزانها أمناؤه على ماله من أهل داره ، وصحتها وسط دولة دنياه ، وسطحها اسمه ، ورفعته ، والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين ، وهدم دار الملك المتعزز نقص في سلطانه . وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر ، وطلب المعونة منه وقالت النصارى : من رأى كأنه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة ، وقيل : إن كنس الدار ذهب الغم ، والله أعلم بالصواب ، وقيل إن هدم الدار موت صاحبها
البيوت : بيت الرجل زوجته المستورة في بيته التي يأوي إليها ، ومنه يقال : دخل فلان بيته ، إذا تزوج ، فيكنى عنها به لكونها فيه ، ويكون بابه فرجها أو وجهها ، ويكون المخدع والخزانة بكرا كابنته أو ربيبته لأنها محجوبة ، والرجل لا يسكنها ، وربما دل بيته على جسمه أيضا ، وبيت الخدمة خادمة ، ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللين للنمو والتربية ، والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل ، وربما دل على الزوجة التي يخلو مها لقضاء حاجته خاليا من ولده وسائر أهله . ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها ، فما عاد على ذلك من نقص أو زيادة أو هدم أو إصلاح ، عاد إلى المنسوبة إليه ، مثل أن يقول رأيت كأني بنيت في داري بيتا جديدا ، فإن كان مريضا أفاق وصح جسمه ، وكذلك إن كان في داره مريض دل على صلاحه ، إلا أن يكون عادته ، دفن من مات له في داره ، فإنه يكون ذلك قبر المريض في الدار سيما إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل ، أو كان مع ذلك طلاء بالبياض ، أو كان في الدار عند ذلك زهر أو رياحين ، أو ما تدل عليه المصائب ، وإن لم يكن هناك مريض ، تزوج إن كان عازبا ، أو زوج ابنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة ،أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره ومن رأى أنه يهدم دارا جديدة أصابه هم وشر ، ومن بنى دارا أو ابتاعها أصاب خيرا كثيرا ، ومن رأى أنه في بيت مجصص جديد مفرد عن البيوت ، وكان مع ذلك كلام يدل على الشر ، كان قبره . ومن رأى أنه حبس في بيت موثقا مقفلا عليه بابه ، والبيت وسط البيوت ، نال خيرا وعافية . ومن رأى أنه احتمل بيتا أو سارية ، احتمل مؤونة امرأة . فإن احتمله بيت أو سارية ، احتملت امرأة مؤونته وباب البيت امرأة وكذلك أسكفته ، ومن رأى أنه يغلق بابا تزوج امرأة . والأبواب المفتحة أبواب الرزق . وأما الدهليز فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي . ومن رأى أنه دخل بيتا وأغلق بابه على نفسه ،فإنه يمتنع من معصية الله تعالى،لقوله تعالى (وغلقت الأبواب)ــ يوسف: 23
. فإن رأى أنه موثق منه مغلق الأبواب والبيت مبسوط ، نال خيرا وعافية . فإن رأى أن بيته من ذهب ، أصابه حريق في بيته ، ومن رأى أنه يخرج من بيت ضيق ، خرج من هم والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر ، امرأة تتزوج هناك . ومن رأى في داره بيتا واسعا مطينا لم يكن فيه ، فإنها امرأة صالحة تزيد في تلك الدار. فإن كان مجصصا أو مبنيا بآجر ، فإنه امرأة سليطة منافقة . فإن كانت تحت البيت سرب ، فهو رجل مكار . فإن كان منطين ، فإنه مكر في الدين والبيت المظلم امرأة سيئة الخلق رديئة ، وإن رأته المرأة فرجل كذلك . فإن رأى أنه دخل بيتا مرشوشا ، أصابه هم من امرأة بقدر البلل وقدر الوحل ثم يزول ويصلح . فإن رأى أن بيته أوسع مما كان ، فإن الخير والخصب يتسعان عليه وينال خيرا من قبل امرأة . ومن رأى أنه ينقش بيتا أو يزوقه ، وقع في البيت خصومة وجلبة والبيت المضيء دليل خير وحسن أخلاق المرأة الحائط : رجل ، وربما كان حال الرجل في دنياه إذا رأى أنه قائم عليه ، وإن سقط عنه زال عن حاله . وإن رأى أنه دفع حائطا فطرحه ، أسقط رجلا من مرتبته وأهلكه . والحائط رجل ممتنع صاحب دين ومال وقدر ، على قدر الحائط في عرضه وإحكامه ورفعته ، والعمارة حوله بسببه . ومن رأى حيطان بناء قائمة محتاجة إلى مرمة ، فإنه رجل عالم أو إمام قد ذهبت دولته . فإن رأى أن أقواما يرممونها ، فإن له أصحابا يرمون أموره . ومن رأى أنه سقط عليه حائط أو غيره ، فقد أذنب ذنوبا كثيرة وتعجل عقوبته . والشق في الحائط أو الشجرة أو فلي الغصن ، مصير الواحد من أهل بيته ، واثنين بمنزلة القطرين والحلمتين . ومن رأى حيطانا دارسة ، فهو رجل إمام عادل ذهبت أصحابه وعترته . فإن جددها فإنهم يتجدد ون وتعود حالتهم الأولى في الدولة . فإن رأى أنه متعلق بحائط ، فإنه يتعلق برجل رفيع ، ويكون استمكانه منه بقدر استمكانه من الحائط . ومن نظر في حائط فرأى مثاله فيه ، فإنه يموت ويكتب على قبره
السقف : رجل رفيع ، فإن كان من خشب ، فإنه رجل غرور . فإن رأى سقفا يكاد ينزل عليه ، ناله خوف من رجل رفيع . فإن نزل عليه التراب من السقف فأصاب ثيابه ، فإنه ينال بعد الخوف مالا . فإن انكسر جذع ، فهو موت صاحب الدار أو آفة تنزل به . فإن رأى أن عارضته انشقت طولا بنصفين فلم يسقط ، فهو وجمع ما ينسب إلى ذلك البيت ، والطرز وغيره ، مضاعف الواحد اثنان ، والخشب والجذوع في البناء ، رجل منافق متحمل لأمور الناس . وكسره موت رجل بهذه الصفة القصر :للفاسق سجن وضيق ونقص مال ، وللمستور جاه ورفعة أمر وقضاء دين . وإذا رآه من بعيد فهو ملك فالقصر رجل صاحب ديانة وورع . فمن رأى أنه دخل قصرا فإنه يصير إلى سلطان كبير ويحسن دينه ، ويصير إلى خير كثير ، لقوله تعالى (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ) ــ الفرقان : 10 . ومن رأى كأنه قائم على قصر وكان القصر لبه ، فإنه يصيب رفعة عظيمة وجلالة وقدرة إن كان القصر لغيره ، فإنه يصيب من صاحبه منفعة وخيرا الإيوان الأزج : الأزج من اللبن : امرأة قروية صاحبة دين ، وبالجص دنيا مجددة ، وبالآجر مال يصير إليه حرام ،وقيل : هو امرأة منافقة . ومن رأى أنه يعقد أزجا بآجر صهريج ، فإنه يؤدب ولده . والجص والآجر من عمل أهل النار والفراعنة القبة : قوة ، من رأى أنه بنى قبة على السحاب ، فإنه يصيب سلطانا وقوة بحلمه . ومن رأى أن له بنيانا بين السماء والأرض من القباب الخضر ، فإن ذلك حسن حاله وموته على الشهادة . ويدل البناء على بناء الرجل بامرأته ،وقيل : من رأى كأنه يبني بناء ، فإنه يجمع أقرباءه وأصدقاءه على سرور . ومن رأى أنه طين قبر النبي ،صلى الله عليه واله وسلم ، فإنه يحج بمال . واللبن إذا كان مجموعا ولا يستعمل في بناء ، فهو دراهم ودنانير ، ومن رأى أنه يجدد بنيانا عتيقا لعالم ، فإنه تجديد سيرة ذلك العالم . وإن كان البناء لفرعون أو ظالم ، فإنه تجدد سيرته ، وقال النبي ،صلى الله عليه واله وسلم ، ( من رأى كأنه يبني بنيانا فإنه يعمل معملا ) ومن رأى أنه ابتدأ في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتى شيده ، فإنه طلب علم أو ولاية أو حرفة ، وسينال حاجته فيما يروم . وقيل : من رأى أنه يبني بنيانا في بلدة أو قرية ، فإنه يتزوج هناك امرأة . فإن بناه من خزف فتزيين ورياء ، وإن بناه من طين ، فإنه حلال وكسب . وإن كان منقوشا ، فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب . وإن بناه من جص وآجر عليه صورة ، فإنه يخوض في الأباطيل
الغرفة : تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة ، لعلو الغرفة على البيت . وتدل على أمن الخائف ، لقوله تعالى ( وهم في الغرفات آمنون ) ــ سبأ : 37 . وتدل عل الجنة لقوله تعالى (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) ــ الفرقان : 75 .،وتدل أيضا على المحراب ، لأن العرب تسميها بذلك . فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله ، أو تبكي بالعويل ، أو كأنها ملتحفة في كساء فإنه يتزوج على امرأته أخرى ، أو يتسرى ، وإن كانت زوجته عطرة جميلة مبتسمة كانت الغرفة زيادة دنياه ورفعة . وإن صعد إلى غرفة مجهولة ، فإن كان خائفا أمن ، وإن كان مريضا صار إلى الجنة ، وإلا نال رفعة وسرورا وعلوا . وإن كان معه جمع يتبعه في صعوده ، يرأس عليهم بسلطان أو علم ، أو إمامة في محراب . وإن رأى عذبا أنه في غرفة ، تزوج امرأة حسنة رئيسة دينه ، وإن رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر ، فإنه يأمن مما يخاف . وإن رأى أن البيت الأعلى سقط على البيت الأسفل ولم يضره ، فإنه يقدم له غائب . فإن كان معه غبار كان معه مال المنظرة : رجل منظور إليه ، فمن رآها من بعيد ، فإنه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور . فإن رآها تاجر ، فإنه يصيب ربحا ودولة ويعلو نضارة حيث كان ويكون ، وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور وأما الأسطوانة : من خشب أو من طين أو من جص أو آجر ، فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ، ويقوى على ما كفلوه ، فيما يحدث فيها ففي ذلك الذي ينسب إليه . والكوة في البيت أو الطرز والغرفة ، ملك يصيبه صاحبها ، وعز وغنى ينال ، وللمكروب فرج ، وللمريض شفاء ، وللعازب امرأة وللمرأة زوج ,وإذا رأيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة ، فإنها لأهل الولاية ولاية ، وللتاجر تجارة
الدرج : تدل على أسباب العلو والرفعة والإقبال في الدنيا والآخرة . لقول معرب : ارتفعت درجة فلان ، وفلان رفيع الدرجة . وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) ــ الأعراف : 182 . وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة ، منزلة ومرحلة مرحلة . وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته . ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته ، فمن صعد درجا مجهولا نظرت في أمره ، فإن وصل إلى آخره وكان مريضا مات ، فإن دخل في أعلاه غرفة وصلت روحه إلى الجنة ، وإن حبس دونها حجب عنها بعد الموت ، وإن كان سليما ورام سفرا خرج لوجهه ووصل على الرزق إن كان سفره في المال ، وإن كان لغير ذلك استدللت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده ، مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها، مثل أن يلقاه أربعون رجلا ، أو يجد دنانير على هذا العدد ، فإن ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه ، وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك ، لأن الثلاثين نقص ،والأربعون تمام ، أتمها الله عز وجل لموسى عليه السلام بعشر ، ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعد تم له ، لقوله تعالى في الثلاثة ( ذلك وعد غير مكذوب ) ــ هودج : 65 . وكذلك إن إذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج ، تم له حجه ، وإن لم يؤمل شيئا من ذلك ، ولا أرى ذلك في أشهر الحج ، نال سلطانا ورفعة ، إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة أو بأذان على المنار ، أو بنحو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة وأما نزول الدرج ، فإن كان مسافرا قدم من سفر ، وإن كان مذكورا رئيسا نزل عن رياسته . وعزل عن عمله
، وإن كان راكبا مشى راجلا ، وإن كانت له امرأة عليلة هلكت ، وإن كان هوا لمريض نظرت ، فإن كان نزوله إلى مكان معروف ، أو إلى أهله وبيته ، أو إلى تبن كثير أو شعير ، أو إلى ما يدل على أموال الدنيا وعروضها ، أفاق من علته . وإن كان نزوله إلى مكان مجهول لا يدريه ، أو برية ، أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدمه ، أو كان سقوطه تكويرا ، أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة ، أو إلى أسد افترسه ، أو إلى طائر اختطفه ، أو إلى سفينة مرسية أقلعت به ، أو إلى راحلة فوقها هودج ، فسارت به ، فإن الدرج أيام عمره ، وجميع ما أنزل إليه منها موته حين تم أجله وانقضت أيامه . وإن كان سليما في اليقظة من السقم ، وكان طاغيا أو كافرا ، نظرت فيما نزل إليه ، فإن دل على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك ، فإنه يسلم ويتوب ، وينزل عما هو عليه ويتركه ويقطع عنه . وإن كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر ، كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام ، فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليهما يهلك فيه ، ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه وتجدد بناء الدرج ، يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساد ، فإن كان من لبن كان صالحا ، وإن كان من آجر كان مكروها ، وقال بعضهم : الدرجة أعمال الخير أولها الصلاة ،والثانية الصوم ، والثالثة الزكاة ،والرابعة الصدقة ،والخامسة الحج ،والسادسة الجهاد ، والسابعة القرآن وكل المراقي أعمال الخير لقوله ، صلى الله عليه وسلم ، ( اقرأ وارق ) فالصعود منها إذا كان منطين أو لبن ، حسن الدين والإسلام ، ولا خير فيه إذا كانت من آجر ، وإن رأى أنه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيه ، فإنه كمال دينه وارتفاع درجته عند الله لقوله تعالى ( نرفع درجات من نشاء ) ــ الأنعام : 83 و يوسف : 76 .والمراقي من طين ، للوالي رفعة وعز مع دين ، وللتجار تجارة مع دين . وإن كانت من حجارة ، فإنها رفعة قساوة قلب . وإن كانت من خشب ، فإنها مع نفاق ورياء . وإن كانت من ذهب ، فإنه ينال دولة وخصبا وخيرا وإن كانت من فضة ، فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة ،وإن كانت من صفر ، فإنه ينال متاع الدنيا . ومن صعد مرقاة استفاد فهما وفطنة يرتفع به ,به . وقيل : الدرجة رجل زاهد عابد ، ومن قرب منه نال رفعة ونسكا ، لقوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ــ المجادلة : 11 . وكل درجة للوالي ولاية سنة
والسلم الخشب : رجل رفيع منافق ، والصعود فيه إقامة بينة ، لقوله تعالى ( أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ) ــ الأنعام : 35 . وقيل : إن الصعود فيه استعانة بقوم فيهم نفاق ،وقيل : هو دليل سفر . فإن صعد فيه ليستمع كلاما من إنسان ، فإنه يصيب سلطانا لقوله تعالى ( أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) ــ الطور : 38 . وقال رجل لابن سيرين : رأيت كأني فوق سلم ، فقال : أنت رجل تستمع على الناس . والسلم الموضوع على الأرض مرض ، وانتصابه صحة الطاق : الواسعة دليل على حسن خلق المرأة ، والضيقة على سوء خلقها . والرجل إذا رأى أنه جالس في طاق ضيق ، فإنه يطلق امرأته جهارا ، وإن كان موضعه من الطاق واسعا ، فإن المرأة تطلق من زوجها سرا والصفة رئيس يعتمده أهل البيت الأبواب : الأبواب المفتحة أبواب الرزق ، وباب الدار قيمها ، فما حدث فيه فهو في قيم الدار. فإن رأى في وسط داره بابا صغيرا ، فهو مكروه ، لأنه يدخل على أهل العورات ، وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته . وأبواب البيوت معناها يقع على النساء ، فإن كانت جددا فهن أبكار ، وإن كانت خالية من الإغلاق فهمن ثيبات . وإن رأى باب دار قد سقط أو قلع إلى خارج أو محترقا أو مكسورا،فذلك مصيبة في قيم الدار . فإن عظم باب داره أو اتسع وقي ، فهو حسن حال القيم . فإن رأى أنه يطلب باب داره فلا يجده ، فهوة حائر في أمر دنياه . ومن رأى أنه دخل من باب ، فإن كان في خصومة فهو غالب ، لقوله تعالى : ( ادخلوا عليهما لباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) ــ المائدة
: 23 . فإذا رأى أبوابا فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة ، فإن أبواب الدنيا تفتح له ما يجاوز قدرها ، فإن جاوز فهو تعطيل تلك الدار وخرابها . فإن كانت الأبواب إلى الطريق ، فإن ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة . فإن كانت مفتحة إلى بيت في الدار ، كان يناله لأهل بيته . فإن رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب ، فهو دخول قوم عليه بغير إذن في مصيبة ، وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار على خلقه وتغيره لأهل داره . فإن رأى أنه خرج من
|
|